نص السيدة ضفاف الجراح ممثلة عن منظمات المجتمع المدني المعنية بدعم المشاركة السياسية للمرأة في العراق في مجلس الأمن
11 أكتوبر 2023
الوقت المخصص ( ٥ دقائق ) موضوع الاحاطة المطلوبة : المشاركة السياسية
مجلس الامن – نيويورك الجلسة 9432
—————————–
السيد رئيس مجلس الامن الموقر
السيدات والسادة أعضاء مجلس الامن المحترمون
يشرفني اليوم ان أكون ممثلة عن منظمات المجتمع المدني في العراق والتي دعمت ملف المشاركة السياسية للمرأة، حيث كنا من اوائل المنظمات التي عملت على هذا الملف منذ عام (2004) ولحد الان .
لقد عمل المعهد العراقي والمنظمات المنضوية تحت مظلته دون كلل في دعم النساء خصوصا في المناطق المتضررة من التنظيمات الارهابية كما كان لنا ذات النشاط في مناطق جنوب العراق والفرات الأوسط ، حيث شهدت هذه المناطق تحديات وتهديدات امنية كبيرة واجهتها النساء ولا زالت تواجهها الى يومنا هذا.
الحضور المحترمون .. بالرغم من ان العراق يُعتبر سباقاً في وضع سياسات وخطط تدعم مشاركة المرأة مجتمعياً مقارنة مع دول المنطقة ، الا انه لا يزال التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي (الرجل – المرأة) يشكل عائقاً أمام مشاركة المرأة رسمياً في عملية اتخاذ القرار ومشاركتها في استثمار الموارد المادية والسياسية . حيث لاتزال المرأة لم تحقق المساواة مع الرجل في المكانة السياسية أو في قوة التأثير السياسي.
رغم ذلك لا يمكننا المقارنة ما بين ما يمر به وضع النساء في العراق الان مع ما كان عليه (سابقا) حيث شهد العقدان الأخيران تقدماً ملحوظاً في المشاركة السياسية للمرأة في العراق وتزايدت أعداد المنظمات والشبكات والحركات النسوية وانعكس ذلك على قوة تأثيرها في السياسات المحلية والوطنية والدولية.
واستطاعت عدد من النساء تسنم مناصب سياسية مهمة، ومع تزايد مشاركة النساء السياسية، من حيث زيادة نسبة النساء في مجلس النواب او نسبة عضويتهن في الأحزاب السياسية وكذلك في مواقع صنع القرار . بالإضافة الى زيادة نسبة مشاركتها في الحركات الاحتجاجية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة . فأننا اليوم نتطلع الى زيادة نسبة تمثيلهن في المراتب العليا والقيادية والتي تؤثر في عملية صنع القرار.
لقد عملت منظمات المجتمع المدني في العراق ، عملاً متميزاً في دعم مشاركة النساء حيث قدمنا العديد من الدراسات التي بينت حجم التحديات التي تواجه النساء وخطر التهديدات عليهن وسبل مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها ، كما قمنا بتدريب مئات الشابات القياديات لحثهن على المشاركة في العملية السياسية. واكاد اجزم ان دور منظمات المجتمع المدني كان دوراً خلاقاً بامتياز في حث الحكومة على تبني سياسات وخطط شاملة لحقوق المراة.
في سياق الجهود المستمرة لتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، نجدد النداء إلى المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم الى العراق.
ويتعين علينا جميعاً أن نتحد لتوفير الدعم المستمر لتعزيز مشاركة المرأة.
جميعنا يعلم ان الدعم الدولي يلعب دوراً حيوياً في توفير الموارد والخبرات التي تعزز التقدم ، ولهذا نحن نحث الجهات الدولية على تقديم الدعم للمشاريع والبرامج التي تعزز حقوق المرأة وتدعم مشاركتهن في الساحة السياسية.
من جهة أخرى، ندعو الحكومة العراقية إلى ضرورة استكمال الخطط والسياسات التي تعمل عليها ومنها (الاستراتيجية الوطنية للمرأة العراقية 2023 – 2030) بالتعاون مع الامم المتحدة، ودعم الجهات العاملة في ملف المراة بغض النظر عن تسمياتها في تشكيلاتها الحكومية ، وتعزيز دورها واشراكها كجهة محورية في صياغة السياسات العامة، وتنفيذ البرامج ذات الصلة.
لذا يتعين على الحكومة أن تضمن توفير الموارد المالية والبشرية الكافية والدعم لتمكين هذه الجهات من أداء دورها بفعالية وكفاءة.
في الختام، يجب أن تكون مسألة تحقيق المساواة ودعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية أمراً مشتركاً وتعاونياً بين المجتمع الدولي والحكومة العراقية. ولاسيما ان العراق مقبل على عملية انتخابيه في الفترة القادمة ونتطلع ان تقوم الحكومة العراقية بتوفير الحماية الكاملة واللازمة للنساء المشاركات .
إن تحقيق ذلك يخدم استقرار العراق وتقدمه نحو مستقبل أكثر إشراقاً وعدالة.
شكرا لكم