إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية،تحت شعار (المرأة العراقية ببن العنف والتحديات القانونية )
11 أيار 2024
سولاف سعيد
عقد مؤتمر رابطة المرأة العراقية – فرع بريطانيا، وعلى مدى يومي الرابع والخامس من أيار 2024، في مدينة السليمانية ، وبحضور عدد كبير من ناشطات وناشطين قانونيين ومدنيين ومنظمات معنية بالمرأة من جميع ارجاء عراقنا الحبيب، اضافة الى عضوات برلمانيات سابقات من المدافعات عن حقوق المرأة.
استهلت الدكتورة شذى بيسراني من رابطة المرأة العراقية، وعضوة اللجنة التنفيذية للرابطة فرع بريطانيا، افتتاح المؤتمر بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن وفلسطين.ثم تلت على الحضور كلمة عبرت فيها عن دور المرأة وأهمية انعقاد الكونفرس الذي كان موضوعه يتناول (العنف والتحديات القانونية).
وألقيت كلمة الشخصية الوطنية السيد فاروق ملا مصطفى حيث سلط الضوء من خلالها على بدايات الحركة النضالية النسوية في العراق والسعي الى تحقيق العدالة لتشريع وتنفيذ قانون يحمي المراة كونها مصدر الحياة.
كما قدمت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية السيدة شميران مروكل كلمتها التي أكدت من خلالها على الحقوق المدنية والمساواة، ودور المرأة في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة، ودور المرأة واصرارها على الوقوف جنبا الى جنب مع الرجل.
وكانت للمرأة الايزيدية كلمة مؤثرة قرأتها الانسة رفاه حسن التي شدت سماع الحاضرين بتعبيرها المفعم بالامتنان لكل الجهود المبذولة من اجل اعلاء شأن المرأة الايزيدية وتسليط الضوء على معاناتها بسبب الهجمة البربرية التي طالتها عام 2014، وماتعرضت له من سبي وبيع في سوق النخاسة، اضافة الى ماتتعرض له في المخيمات الآن، دون سعي حقيقي لايجاد حل جذري من قبل الجكومة لرفع الحيف كونها امراة فاعلة.
كما اعتلت المنصة السيدة خديجة بارازاني لتلقي كلمتها عن رابطة المرأة الكوردستانية اوضحت فيها أهمية المحاولات لايجاد حلول لمساندة النساء في صنع القرار من أجل تفعيل قانون مناهضة العنف ضد المرأة.
وبدأت جلسات المؤتمر بعد انتهاء الكلمات والتي تضمنت ست جلسات على مدى يومين. وكانت الجلسة الاولى حول مناقشة القوانين ،وقد شارك فيها القاضي هادي عزيز بمساهمة كانت عن رؤية مقارنة لنصوص الاحوال الشخصية في اقليم كوردستان بعد التعديل، والقانون الاتحادي، كما تطرق الى مواضيع عقد الزواج، النفقة والنشوز، الطلاق، التفريق، الخلع، والوصية الواجبة.
ثم مساهمة المحامية والناشطة النسوية تأميم العزاوي، التي تطرقت الى مكامن التمييز في القوانين العراقية، قانون العقوبات، قانون مكافحة الاتجار بالبشر.
بعدها جاء دور الحقوقية وعضوة الهيئة الادارية لرابطة المرأة العراقية الانسة هند كريم، وفيها تحدثت عن تطبيقات محاكم الأحوال الشخصية في ما يخص الحضانة والنفقة.
ثم تطرقت المحامية والناشطة مروة عبد الرضا، التي عرضت مادتها على شكل باور بوينت، وكانت عن الفرق بين مسودة مشروع قانون مناهضة العنف الاسري وبين مشروع قانون الحماية من العنف الاسري المقدم الى مجلس الوزراء.
وتم فتح باب النقاش، وكانت المداخلات والاسئلة مكثفة وغنية وقد ساهمت في تسجيلها وعرضها على المتحدثين السيدة سلاف سعيد باللغة العربية والسيدة دنيا باللغة الكوردية.
وتناولت الجلسة الثانية موضوع المرأة العاملة في القوانين والنقابات العراقية، وقد أدارتها السيدة إيناس جبار نعمة. وشارك فيها: الناشطة العمالية النقابية كوريا رياح والناشط النقابي والسياسي الاستاذ عثمان زنداني ود.عايدة فوزي عضوة سكرتارية رابطة المرأة / بغداد للحديث عن المراة العاملة في بغداد والمحافظات.
وبعد انتهاء الجلسة الثانية تم عرض فيلم للمخرجة ايمان خضر يتحدث عن النساء العاملات في معمل الطابوق، وكان فيلما مؤثرا عن معاناة عاملات الطابوق وعوائلهن استغرق نصف ساعة. ومن صور تأثيره أن اختلطت مشاعر الحضور بالحزن والبكاء على ما آل اليه بلدنا بصورة عامة، والحيف والظلم على المرأة العراقية بصورة خاصة.ثم فتح باب الاسئلة والاجوبة والنقاشات.
اختتم اليوم الاول بجلسته الثالثة التي ادارتها السيدة دنيا الحلوائي وكانت حول استخدام الادوات الدولية واهميتها في حملات التضامن، شاركت فيها الدكتورة شذى بيسراني التي أكدت على أهمية الحملات التضامية للحد من العنف ضد المرأة، وحملات التضامن مع المرأة الايزيدية كمثال لتلك الحملات، ووضحت أهمية هذه الحملات التضامنية ومشاركة الطاقات الشبابية.
وكان المحور الثاني عن ايواء النساء المعنفات الذي قدمته السيدة سندس تقي، حيث عرضت خبراتها في هذا المجال كونها تملك دارا للمعنفات في السويد وتديره، وقد ألقت اضواء على كيفية نقل هذه الفكرة للتطبيق على أرض الواقع في العراق للاستفادة من الخبرات في هذه الدول.
وفي اليوم الثاني عقدت ثلاث جلسات، كانت الاولى عن عمل المرأة في موقع القرار والمنظمات النسوية العراقية وتفعيل دورها، وأدارها السيد كاوة بيسراني، ليقدم صورة لوقوف الرجل جنبا الى جنب المرأة من خلال ادارته للجلسة التي شاركت فيها السيدات شميران مروكل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية وهيفاء الامين عضو مجلس النواب المستقيلة من منصبها بسبب تهميش البرلمان للمطالبة بالتحقيق عن قتلة المتظاهرين، والسيدة ريزان شيخ دلير النائبة السابقة في مجلس النواب العراقي، والسيدة رؤى خلف عضو الهيئة الادارية لشبكة النساء التي حضرت ممثلة عن السيدة هناء أدور.
وفي ختام الجلسة فتح باب النقاش أمام الحضور وقدمت اسئلة ومداخلات بشأن ماقدمنه المشاركات بهدف الخروج بتوصيات ومقترحات تخص العمل من أجل واقع افضل للمرأة العراقية.
اما الجلسة الثانية لليوم الثاني فتضمنت موضوع التحالفات النسوية ما بين التحديات والفرص، وأدارها السيد هيوا عمر، وشاركت فيها السيدات: الناشطة النسوية بخشان كاكا ويس في عرض تفصيلي للتحديات التي تشكل عائقا أمام تنفيذ التحالفات النسوية والحلول لاجتياز هذه التحديات التي تعوق عمل المنظمات النسوية.
المشاركة الثانية كانت للسيدة بهار منذر، وفيها تحدثت عن بعض التطبيقات والقوانين التي تحد من حرية عمل بعض المنظمات التي تخص المرأة.
اما المتحدثة الاخيرة فكانت السيدة رمزية عبد الوهاب التي قدمت في مداخلتها تقريرا عن ملاجيء النساء في كوردستان والمعوقات التي تواجهها لحماية النساء المعنفات.
وبعد الاسئلة والنقاشات اختتم المؤتمر أعماله بتوصيات وخلاصة لجميع الجلسات أنجزها مجموعة من الشباب من خلال متابعتهم لنقاشات يومي المؤتمر وعرضها على الحضور للمناقشة والاضافات.
زينت قاعة المؤتمر بلوحتين الاولى للفنانة عفيفة لعيبي والثانية للفنانة سهى المحمدي ومن اجواء الختام صدحت الناشطة انتصار الميالي بهتافات شعبية وطنية مناصرة للمرأة وشاركها الحضور في هذه الاهازيج.
واختتم المؤتمر بحفل جميل ضم جميع اطياف الشعب العراقي بازيائهم الشعبية.