أجندة الأمن والسلامالعنف ضد المرأةوثائق واصدارات

بيان شبكة النساء العراقيات : تسع سنوات على جرائم داعش والجرح غائر

2 أغسطس 2023


تسع سنوات مرت والذاكرة الإنسانية لا زالت تئن وجعا، من جروح الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد إرهابيي تنظيم (داعش). فقد اقترفت أياديهم الآثمة يوم 3 أب 2014، أبشع جرائم القتل الجماعي للرجال وأشنعها، ما بين الذبح والرمي بالرصاص، أمام أنظار العالم في جرائم وحشية لازالت آثارها عالقة لا تنسى. فيما كانت حصة النساء أشد أنواع العنف والتعذيب والاغتصاب الجماعي، بعد سبيهن.

انها أيام موجعة وعصيبة، تلك الأيام التي شهدت استباحة الارهابيين لمدن الإيزيديين وقراهم الآمنة.

تسعة أعوام مرت، ولازال الجرح غائر، لم يتم تطبيبه، بل ان هناك تداعيات إنسانية تدمي القلب تحتاج توقفا من لدن الحكومة ومجلس النواب والمجتمع الدولي ومعالجات عاجلة، منها موضوع تسجيل أطفال الناجيات المولودين من الاغتصاب الجنسي واسترقاق الدواعش، هذا الامر الذي لم يتوقف عنده قانون (الناجيات الإيزيديات)، رقم 8 لسنة 2021، هذا القانون الذي لا نعده كافيا، بما تضمن من تقديم دعم مادي، يساهم في تحسين الوضع المالي للإيزديات اللائي يعشن العوز والفقر، ولا يعالج معاناة الناجيات من الآثار الاجتماعية والنفسية التي لحقت بهن.

الخشية انه قد لا يطبق بانسيابية بعيدا عن البيروقراطية وإجراءات المماطلة. من جهة أخرى لم ينفذ الا القليل من الوعود التي كثيرا ما أطلقت، سيما ما يخص تعمير قراهم وبيوتهم التي دمرها داعش ولا تزال كما هي، فيما تجدر الاشارة الى كون الكثير منهن لازلن في مخيمات النزوح، مما اصاب العديد من الناجيات بخيبة أخرى تمثلت بالعيش في المخيمات بدلا عن منازلهن، والحرمان من العودة للدراسة، بسبب التقيد بقوانين أخرى لم تراع الوضع الخاص لهذه الحالات..

كان ولازال كفاح المرأة العراقية حاضرا في التصدي لكل ما يحط من كرامة الانسان، والمرأة بشكل خاص، وفي هذا الصدد بادرت، شبكتنا، شبكة النساء العراقيات في الاسبوع الثالث من آب 2014، بإرسال رسالة إلى مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة ، ووزعت رسالة الشبكة على اعضاء المجلس، تضمنت تفاصيل غزو داعش على نينوى وما ارتكبه من جرائم بمستوى الابادة، ومطالبة المجتمع الدولي بأدانتها واتخاذ الإجراءات السريعة لحماية المواطنين النازحين وتقديم الدعم الانساني السريع لهم.

ويطيب لنا ان نشير بفخر واعتزاز بشجاعة الايزيديات وبطولتهن، اللاتي تجاوزن الشعور بالوصمة تجاه ما تعرضن له من اغتصاب واسترقاق وسبي على يد الإرهابيين، وأطلقن صرخاتهن للعالم وتحدثن بشجاعة فائقة عن عذاباتهن وآلامهن، فكسبن تضامنا وطنيا ودوليا كبيرا، وأصبح موقف السيدة نادية مراد ودورها في فضح جرائم الإرهاب مثالا يقتدى به، استحقت عليه جائزة نوبل تقديرا لها ولجميع الناجيات من اخواتنا الايزيديات.

حينما نستذكر الإرهاب الداعشي الذي شمل المرأة بأكبر الاوجاع وترك في نفسها جروحا وندب غائرة لا شفاء منها، جراء افعاله المروعة من قتل شنيع واغتصاب واختطاف مؤلم وسبي مقرف وبيع في أسواق النخاسة، علينا ان نتحسب الى الفكر الداعشي وامتداداته، المباشرة وغير المباشرة، وإذ تعد الطائفية السياسية احد اهم ركائز الفكر الداعشي، وما يؤسف له لا زالت نهجا تتمسك بها الأحزاب الحاكمة، في تقاسم السلطة وإدارة الحكم، وبهذا ندعو الى الدولة المدنية التي تقوم على أساس المواطنة المتساوية.

إن ما يقلقنا هو نزعات العنف، وانتشار السلاح والمليشيات، وهذا ما يهدد بناء الدولة واستقرارها، ويقلق المجتمع الذي يتطلع الى إرساء السلام بعيدا عن العنف.

ومن هنا نؤكد كشبكة النساء العراقيات تضامننا مع الايزيديات وقضاياهن الساعية لتحقيق العدالة ورفع الحيف، وندعو للوقوف ضد خطاب الكراهية واثارة النعرات الطائفية الذي ينبثق من توجهاتنا الاستراتيجية الساعية الى:

– ضمان حقوق المرأة الانسان ومكافحة التمييز والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وحماية التنوع الاثني والثقافي.
– التضامن النسوي والتماسك الاجتماعي وبناء السلام والأمن ونبذ العنف والتطرف .

#شبكة_النساء_العراقيات
بغداد 2 آب 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى