بدعوة من منظمة تمكين المرأة، شاركت السيدة إيناس جبار، ممثلة شبكة النساء العراقيات في تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية، في جلسة حوارية ضمن مشروع “المدرسة الديمقراطية”. تناولت الجلسة قضايا متنوعة تتعلق بواقع حقوق الإنسان في العراق، بما في ذلك التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959.
في بداية حديثها، أوضحت جبار أن تحالف 188 هو تجمع واسع النطاق يضم منظمات المجتمع المدني، أحزاباً سياسية، شبكات مدافعة عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى قضاة وأكاديميين وصحفيين وأعضاء برلمان حاليين وسابقين، الذين يعارضون التعديلات المقترحة على القانون. وأشارت إلى أن التحالف يعتمد سياسة الانفتاح والحوار مع جميع الأطراف، مؤكدة أن التعاون الشامل يساعد في تحقيق نتائج مؤثرة تصب في مصلحة القضايا الحقوقية التي تعد من المكتسبات المهمة للعائلات العراقية.
وأضافت جبار أن تسمية التحالف استندت إلى رقم قانون الأحوال الشخصية المرقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩، مشددة على أن تنوع أعضاء التحالف وضمهم لطيف واسع من التوجهات الفكرية والسياسية يعزز من تأثيره على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
في سياق آخر، تحدثت جبار عن فكرة تشكيل التنسيقيات في المحافظات، موضحة أن هذه الخطوة جاءت بعد دعوة التحالف لوقفة احتجاجية في بغداد ضد التعديلات. وأشارت إلى أن التركيز فقط على بغداد قد يعكس انطباعاً خاطئاً بأن القضايا الحقوقية محصورة بالعاصمة فقط، مما دفع التحالف إلى إشراك المحافظات، ليصبح صوتاً وطنياً جامعاً يدافع عن هذه القضية.
نتيجة لهذه الجهود، تم تشكيل 13 تنسيقية في غضون يومين فقط، وشهدت معظم المحافظات 14 وقفة احتجاجية متزامنة. أكدت جبار أن هذه الخطوة ساهمت في زيادة الضغط على مراكز صنع القرار، خاصة مع وجود مكاتب النواب في المحافظات، مشيرة إلى أن التأثير من التعديلات المقترحة كان سيطال الأسر العراقية في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، لم تكن هذه الجهود دون تكاليف؛ فقد تعرض العديد من أعضاء التحالف لحملات تحريض وتهديد، بالإضافة إلى اعتداءات بالضرب والشتم من قبل متشددين في بعض المحافظات. وأشارت جبار إلى أن هذه الاعتداءات تعكس مقاومة بعض القوى للتعامل مع المدافعين عن الحقوق الدستورية والمشروعة.